زكريا محمد في مدرسة أمين الحسيني

زكريا محمد في مدرسة أمين الحسيني: حوار حول الشعر والثقافة




"الأيام": في جلسة حميمة وهادئة استقبل طلاب النادي الإبداعي في مدرسة أمين الحسيني بالبيرة الشاعر الفلسطيني زكريا محمد، الذي أبدى دهشته وسعادته من لقاءات كهذه حيث إنّه كما قال لا يتذكر أن الـمدارس التي درس فيها في الـمرحلة الإعدادية والثانوية استقبلت أو احتكّت بالأدباء والشعراء. وتولى عرافة اللقاء الشعري الطالب براء القاضي، الذي قدم الشاعر زكريا بما يلي: "نحن مع شاعر مميّز كتب الشعر والرواية والـمقالة والـمسرحية، شاعر تبدو لغته سهلة لكنّ التعمق فيها يكشف رؤى عميقة، تثير الجدل وتصدم السائد وتربك الذاكرة. في شعر زكريا تكاد الأشياء تنطق، تعبّر عن أشواقها وهواجسها، تدوخنا أعمال زكريا محمد، الشعرية والسردية وتضعنا أمام الحقيقة وسؤال الحرية وامتحان طلائعية الفنان والكاتب. وهو كاتب مقالة ممتاز فهو صريح وجريء إلى حد البهجة والدموع والألـم".
من جانبه، رحب مدير الـمدرسة ياسر القصراوي، بالشاعر زكريا محمد مشدداً على أهمية هذه اللقاءات الشهرية الثقافية مع الأدباء والـمثقفين، داعياً إلى ضرورة تعميمها على الـمدارس حتى يستفيد منها الـمبدعون وغير الـمبدعين من الطلاب، إذ إن تذوق الثقافة يعتبر ضرورة إنسانية وأخلاقية وحضارية.
في الـمقابل، أبدى الشاعر زكريا محمد، سعادته بالتواجد أمام طلبة مبدعين يولون الثقافة والإبداع كل هذا الاهتمام، مضيفاً إن طلاب نادي الـمبدعين محظوظون لاحتكاكهم بالشعراء والـمثقفين، ذلك أن هذا السلوك الثقافي لـم يكن معروفاً في الـماضي. ثم قرأ الشاعر عدداً من قصائده قبل أن يقوم الطلاب بالتعليق عليها وإبداء ملاحظاتهم واستفساراتهم، ما فتح الـمجال واسعاً أمام العديد من الأسئلة الثقافية حول الرموز في الشعر واللغة والأسطورة. وتخللت اللقاء فقرة موسيقية، أداها كورال الـمدرسة وهي بعنوان "متفوقون" من كلـمات الأستاذ زياد خداش، وألحان الأستاذ محمد زيدان. ثم استمع الشاعر زكريا، لأسئلة الطلاب حول عالـمه الشعري من خلال ديوانه "الجواد يجتاز اسكدار" وحول مواقف الشاعر ومحطات حياته السياسية والإنسانية وعلاقته مع الطبيعة والقرية وفلسطين والـمنفى والشعراء الآخرين والكتب والطفولة والعائلة والكتابة وطقوسها. واستمع الشاعر في آخر فقرة إلى كتابات بعض الـمبدعين حيث أبدى إعجابه بمستوى الخصوبة في مخيلاتهم ومستوى الإحساس بالحرية اللغوية والرؤيوية التي تتمتع بها اأذهانهم وأبدى بعض الـملاحظات حول ضرورة أن يعبّر الطالب عن نفسه وعن فضاءات رغباته وأحلامه. في نهاية اللقاء شكر الطلاب الشاعر على تلبية دعوتهم وقدموا له باقة من الورود امتناناً وحباً.
يذكر أن نادي الـمبدعين في مدرسة أمين الحسيني في البيرة ويديره الأستاذ زياد خداش دأب منذ عامين على استضافة كتاب وشعراء ومثقفين وفنانين، لـمد الجسور مع الـمجتمع الـمحلي الثقافي واكتشاف مواهب وميول الطلاب. وسبق للنادي أن استقبل الشعراء والفنانين والكتاب : سميح القاسم، علي الخليلي، عزت الغزاوي، محمود أبو الهيجاء، ماجد أبوغوش، روز الشوملي، أحمد عبد الحق، جواد إبراهيم، وغيرهم.